
حيث يحارب المراهق في كل لحظة من أجل إثبات صحة آرائه ويتمسك بها لدرجة التعصب، ويعتبر أي نقد لفكرة من أفكاره هو نقد له شخصيًّا، وكذلك يحتاج منا الأمر إلى تدريبه على الانفصال عن الفكرة، والمرونة في التعامل مع الأفكار والانتماءات المختلفة بحيث يتمكن من إحداث التوافق الفعال مع الآخرين.
بعد أن عرضنا للمراحل التي يمر بها الطفل من بداية حياته وحتى مرحلة المراهقة يتضح لنا مدى الاختلاف والتنوع الذي يشمل كافة جوانب ومجالات الحياة لدى الطفل…
الأمر نفسه تقريبًا ينطبق على وسائل تعديل ما يظهر من سلوك غير مرغوب لدى هذا الطفل، فبعد معرفتنا بما يجب أن يكون لدى الطفل في كل مرحلة والمهارات التي يتقنها ويستطيع أن يظهرها يمكن لنا أن نتفهم أن بعض السلوكيات مثلا يفعلها لأنه لم يتمكن بعد بحكم المرحلة الطبيعية للنمو التي يمر بها، أو أنها ضمن ملامح هذه المرحلة مثل مواقف وسلوكيات التمرد التي تظهر لدى المراهق؛ فهي من طبيعة المرحلة العمرية لدى الجميع، وتعد من بين المؤشرات الطبيعية التي تظهر بشكل تلقائي حتى يستطيع الطفل التعبير عن نفسه وعن رفض أي شيء يفرض مراحل النمو النفسي للطفل عليه رغبة منه في وضع بصمة خاصة به تعبر عن فرديته وهويته الخاصة.
بالنسبة للجسم في المراهقة فإن ما يحدث من تغيرات فيه يطلق عليها “انفجار النمو” حيث تتغير ملامح الجسم بصورة كاملة، ويحدث مع البلوغ أربعة تغيرات جسمية مهمة تشمل:
ومن المنطقي أن نناقش مع الطفل في هذه المرحلة وجود فروق فردية بين الأشخاص تجعله متفوقًا في مجال قد لا يتقنه زميله، والعكس صحيح، ولهذه الفكرة أهمية كبيرة في تقبل الطفل لنفسه وحمايته من الإحباط الذي قد تسببه له المقارنات المستمرة التي تعقدها الأسرة أو معلمو المدرسة.
وهل ننسى التحدي العصري الأكبر وهو شاشات النت، وما يصدر عنه من ألعاب جذابة، وصداقات وغرائب تشد الانتباه وتسرق الوقت!
ضغوط ومشاكل الدراسة، والتوفيق والرسوب في بعض العلوم، وما يقابله من عقاب وتنبيه من الآباء.
ويعتمد النمو الاجتماعي للطفل على مساعدة الأسرة له على الاستقلال عنها، وإتاحة الفرصة أمامه للاحتكاك بالأقران، وخلق مناخ يسمح له بالاندماج.
وفي عرضنا لطبيعة كل مرحلة سوف نتبع منظومة النمو التي تظهر في الشكل التالي:
وتفحص سلوكه والعمليات العقلية المؤدية اليه، والكشف عن دوافع السلوك ونتائجه.
لحل بعض المشاكل التي يواجهها، يتم إرساء أسس الإمارات إحساس الطفل بالاستقلالية، ويتشكل جوهر ضبط النفس والاحترام في هذه الفترة.
والبحث عن العوامل المساهمة في النمو والتطور بشكل علمي يؤدي الى فهم وضبط السلوك وكذلك امكانية التنبؤ بهذا السلوك”.
وتظهر عمليات الترتيب والتصنيف وإدراك العلاقات بين الأجزاء وبعضها البعض وبينها وبين الكل.
يجب تجاوز فترات النمو بنجاح حتى يكتسب الناس شخصية صحية، إذا تعذر حل الأزمات في فترة ما بشكل كامل، فستستمر هذه الأزمة في الفترات اللاحقة من حياة الفرد، مما يخلق مشاكل يصعب حلها.